لا تكمن الصعوبة لأي منا في اختيار الفكرة أو الاسم المناسب للمشروع.إنما التحدي الأكبر هو في اتخاذ قرارمتى أبدأ؟
كيف أستطيع أن أعرف متى أتخذ الخطوة؟
هل أذهب بكامل عدتي وعتادي-أم أمشي الهويناء أو ببطءٍ وحذر؟
هذه الأسئلة هي من الأصعب في الإجابة، حتى حينما نقرر الإجابة عليها فإننا بحاجة إلى تحليل دقيق جداً لمواطن القوة والضعف لدينا، وضعنا في الحياة، وبالتأكيد ظروفنا وأوضاعنا المالية.
مجمل الحديث، نحن أمام خيارين لاثالث لهما، فلابد أن يسأل كلٌ منّا نفسه “انطلق الآن” أو “أتريث وابطء الحركة”. ودائماً ما سنواجه العديد من الأشخاص حولنا من هم مع أو ضد قراراتنا، فبعظهم سيؤيد فكرة المخاطرة والانطلاق الفوري، بينما سينصحنا البعض الآخر بدارسة وقياس كافة الجوانب عند بناء المشروع وقبل اتخاذ قرار الاستقلالية به كرائد أو رائدة أعمال بدوام-كامل.
إذن، أنت تريد……
أن تستقيل من عملك وتبدأ مشروعك الخاص فوراً:
لديك خطة، وشغف، وعلى استعداد تام لمواجهة كل العواقب.
كل ماذكررائع وجميل، ولكن!
حقيقة أن تترك عملك ذو الدخل المضمون وتبدأ مشروعك، هو من أخطر الخيارات المتاحة لديك وأكثرها مجازفة.
والجلي في الأمر، أن تسمع وتقرأ كثيراً حول إيجابيات ترك العمل والتفرغ لمشروعك الخاص. حيث سيكون لديك حرية ومساحة أكبر للاستمتاع بوقتك والاستفادة من طاقتك، واستثمارنفسك وإنتاجيتك في مشروعك الخاص (أي ماتملكه أنت). كما أنك ستعمل في شيءٍ تحبه، وهذا بحد ذاته يؤخذ بعين الاعتبار.
أضف إلى ذلك ضرورة أن يكون لديك وسادةٌ ماليةٌ مريحة تستند عليها، وإن لم يكن! فالأكيد أن الحماس والتحفيز الذي بداخلك يمشي بسرعة هائلة نحو تحقيق النجاح.
لذا إذا شعرت أن هذا الخيار هو الخيار الأمثل لك، فسنستعرض الأسئلة التالية التي تحتاج أن تسألها لنفسك أولاً:
إن الهدف من هذه الأسئلة ليس فقط التأكد من أن لديك ما يكفي من المال لبدء مشروعك الخاص، إنما معرفة ما سوف تحتاجه من المال لإبقاء الأضواء مضاءة ليس فقط في مشروعك الجديد، ولكن في حياتك الشخصية أيضاً. لذا، فقبل أن تتابع القراءة، يجب عليك أن تكون واقعياً ومنطقياً وموضوعياً قدر الإمكان عند إجابتك على الأسئلة والابتعاد عن العاطفة ما أمكنك!.
تابع القراءة!
متى ماكان لديك تصور واضح للسؤالين السابقين، قم بمقارنتهما بالسؤال الأخير في القائمة نفسها. كم المدة التي تحتاجها للوصول إلى نقطة التعادل-the breakeven point- والبدء بتحقيق الأرباح؟ هل هي 12 شهرا بعد الافتتاح؟ ربما 24 شهراً أو أكثر؟ لذا فمن الضروري الآن أن تقوم بعمل بعض التوقعات المالية، أو ربما خطة عمل (الأفضل أن تكون خطة انكماشية- أي سياسة السبع العجاف).
استخدم ذلك الرقم (مع إضافة حسابك لمصروفاتك الشخصية الضرورية) لتحديد كم من النقد الإضافي تحتاج لإعالة نفسك والمحافظة على توازنك المالي في وقت عدم وجود إيرادات (تحقيق مبيعات)، ثم أضف إليه المصروفات الغير متوقعة، حيث لاتريد أن تجد نفسك في موقف حيث لم تتمكن من تغطية الالتزامات الطارئة والغير متوقعة. مع أخذك بعين الاعتبار، أن البدء بمشروعٍ ما يتطلب وقتاً أطول مما تتصور، لذا فهذه الحسبة ضرورية ومهمة!.
بعد ذلك، قم بدراسة كافة خيارات التمويل المتاحة لك حسب نوع المشروع؛ حيث تختلف خيارات وجهات التمويل اختلافاً كلياً تبعاً لذلك.
إنهاء عملك لبدء مشروعك الخاص هو بالتأكيد أكبر دافع لإشعال الحماس بداخلك.
ولكن المهم الواجب اعتباره هنا، هو كونك من نوع الأشخاص الذين يحركهم هذا الدافع أو هذه الشرارة، ومدى قدرتك على حسم قرار مثل هذا في المقام الأول
اسأل نفسك أسئلة مثل:
ربما كنت أعزب ومستقل تملك حساب ادخار. إن كان الأمر كذلك، فماذا تنتظر؟
كل شيء لك الآن وتحت تصرفك، وقد يكون الآن هو الوقت المثالي كي تنهي عملك وتحقق أحلامك. ولكن بطبيعة الحال فمعظمنا لديه مسئوليات هامة غير نفسه، أطفال، أسرة حيث يتأثرون بمثل تلك القرارات المالية التي اتخذناها أو نخطط لاتخاذها.
اسأل نفسك أسئلة مثل:
هل تكره عملك؟ إذا كان عملك الحالي مصاصاً-لروحك، لدرجةٍ تجبر العديد من رواد الأعمال بتركه، فقد ترى أنت أنه من المجدي تركه فوراً. وقتها أشعل النار، واجعل شيئاً ما يحدث على نحوٍ أفضل.
أما إن كان عملك الحالي جيداً نوعاً ما، ففي الواقع، أنت لا تكرهه على الإطلاق؛ إنما لديك فقط هذه الفكرة العظيمة وترغب في بدء مشروعك الخاص. إذا كان هذا هو الحال، فإن معدل تكلفة المنفعة قد يكون أقل من شخص يعاني مع عمله الحالي ويشعر بالتعاسة.
وكي يكون لديك تصور واضح حول (تكلفة-المنفعة)، اسأل نفسك هذه الأسئلة:
ما الذي أكرهه في عملي الحالي؟
أو ربما كنت تفضل……
تجنب المجازفة، وترك العمل عند حلول الوقت المناسب:
جيد، لا أحد يمكنه إجبارك على أن تجازف. فاختيار البقاء في عملك اليوم مع بدء مشروعك الخاص توجه ينم عن تفكيرٍ متزن يمكّنك من بناء المدخرات الخاصة بك، حيث لن تصبح دون دخل. فهوأقل خطورة، ويجعل الانتقال أكثر سلاسة عندما يحين الوقت المناسب.
اسأل نفسك هذه الأسئلة قبل اختيار هذا المسار:
الجانب السلبي الرئيسي من البقاء على عملك الحالي مع البدء بمشروعك الخاص هو كونك ستواجه جدول أعمال “صخب ومزدحم” وسيكون لديك وقت وطاقة محدودة تكرسها للاثنين.
دعنا نقول، جدلاً، أنك تعمل في وظيفة من 9:00 ص – 6:00 م. فسيصبح عملك على مشروعك الخاص تبعاً لذلك وفي أحسن الأحوال، خلال فترة المساء وعطلات نهاية الأسبوع حيث من الممكن أن تمتد إلى الساعات الاولى من الليل أو أكثر.
فهل سيكون لديك القدرة والمزاج لتحمل هذه الساعات الطويلة؟اسأل نفسك هذه الأسئلة:
إذا كان الأمر كذلك، أي من هذه الارتباطات يمكن تأجيله أو الاستغناء عنه؟
خذ بعض الوقت للتفكير في تحديد ماهي التزاماتك وارتباطاتك الحالية؟ وكيف سيؤثر قرارك بالعمل في (الوظيفة والمشروع الخاص معاً) على هذه الارتباطات؟.
من الواضح أن أثر هذا القرار سيكون مختلفاً عن ذلك الذي يفضي لتركك عملك، فهو أخف وقعاً عليك وأقل مسؤولية. إلا أنه ولا يزال أمراً يجدر أخذه بالاعتبار. فعلى سبيل المثال، نفترض أنك وشريك حياتك كلاكما لديه عمل بدوام كامل، ولديكما أطفال. هؤلاء الأطفال هم بحاجة إلى أخذهم من وإلى المدرسة، ومساعدتهم في الواجبات المنزلية، …إلخ. إذا كانت أمسياتك وعطلاتك سيتم قضاؤها في مشروعك الخاص، هل سيتم دعمك ومساعدتك من قبل شريك حياتك، أو الأسرة، أوالأصدقاء حيث يحلون محلك؟ فهل هذه تضحية يمكنك فعلها؟
اسأل نفسك أسئلة مثل:
ليس هناك شك في ذلك: فالبقاء في عملك مع البدء بمشروعك الخاص في نفس الوقت سوف يطيل مقدار الوقت الذي يستغرقه مشروعك لبناء المشروع.
ليس من الصعب أن نتخيل لماذا: فأنت ببساطة لن يكون الكثير من الوقت لتعمل على مشروعك.
وبالنسبة لبعض المشاريع، فهذا لن يكون مشكلة على الإطلاق. ربما نشاط مشروعك ليس ناشئاً أو لا تواجه فترات موسمية.
إذا كنت قلقاً حول حساسية وقت مشروعك الجديد، اسأل نفسك هذه الأسئلة:
هل ستظل لدي الرغبة في فتح هذا المشروع بعد سنة، أو سنتين، أو ثلاث، أو أكثر؟هل البدء بهذا المشروع يتطلب وقتاً معيناً؟
كن صادقا مع نفسك هنا بشكلٍ كبير:
فهل استقرارك في عملك اليوم يمنعك من البدء بمشروعك؟
في نهاية المطاف، فالأمر له علاقة وطيدة بأنماط الشخصية. بعض الناس تبدع عند التعرض للضغط، والبعض الآخريغرق فيه. كما أن البعض يعمل بشكل جيد مع مسيرة ثابتة نحو الهدف؛ بينما يفشل الآخرون في إنجازالأعمال دون وجود إلحاح أو طاريء يجبرهم.
أين تجد نفسك من بين كل هذا؟ حيث فيما يلي بعض الأسئلة التي يمكن أن تسأل نفسك:
هل لازلت غير متأكد- لحسن الحظ لايوجد إجابة صحيحة أو خاطئة.
فإنه من الممكن أيضاً الجمع بين الأمرين. أي البقاء على وظيفتك لفترة قصيرة من الزمن أثناء بناء وسادتك المالية، وكتابة خطة عملك، والقيام بأبحاث السوق الأولي الخاص بك، وتوليد بعض التواجد والدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي. وبالرغم من أنه سيظل لديك عبء المسؤوليات والالتزامات المالية عند تركك لعملك لاحقاً، ولكن لن يتطلب ذلك الكثيركونك أصبحت أكثر استعداداً الآن.
وفقك الله….